«آي صاغة»: الذهب يصل لمستوى قياسي جديد وسط توقعات بخفض الفائدة وشراء البنوك المركزية المستمر

ارتفعت أسعار الذهب عالميا اليوم الأربعاء إلى أعلى مستوياتها التاريخية، مدعومة بتصاعد توقعات الأسواق بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، واستمرار حالة عدم اليقين حول الرسوم الجمركية الأمريكية، وفقا لتقرير منصة «آي صاغة».

وأوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، أن أسعار الذهب في الأسواق المحلية شهدت ارتفاعًا بنحو 20 جنيها مقارنة بإغلاق تعاملات أمس، ليسجل جرام الذهب عيار 21 نحو 4820 جنيها، بينما ارتفعت الأوقية بنحو 10 دولارات لتصل إلى 3547 دولارًا.

وأضاف إمبابي أن أسعار الذهب محليا جاءت كالتالي: عيار 24 عند 5509 جنيهات، وعيار 18 عند 4132 جنيه، وعيار 14 عند 3014 جنيه، بينما سجل الجنيه الذهب 38560 جنيهًا.

وكانت أسعار الذهب قد سجلت ارتفاعا أمس الثلاثاء بنحو 75 جنيهًا، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند 4725 جنيهًا وأغلق عند 4800 جنيه، فيما ارتفعت الأوقية من 3477 دولار إلى 3537 دولار.

وصل الذهب إلى أعلى مستوى له عالميا قرب 3550 دولار، في ظل تخلي المستثمرين عن السندات الحكومية طويلة الأجل.

ودعمت التوقعات القوية بخفض الفائدة في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المقرر في 17 سبتمبر هذا الارتفاع، حيث تشير أدوات السوق إلى احتمالية خفض بمقدار 25 نقطة أساس، مع توقع خفضين إضافيين قبل نهاية العام، ما يعزز مكانة الذهب كملاذ آمن لا يدر عائدًا.

كما يأتي هذا في ظل ضغوط الرئيس الأمريكي على رئيس الفيدرالي، جيروم باول، لتسريع خفض الفائدة، وقرار ترامب بإقالة عضو مجلس محافظي الفيدرالي، ليزا كوك، بسبب مزاعم فساد، ما أثار مخاوف بشأن استقلالية البنك المركزي.

بالإضافة إلى ذلك، زادت حالة عدم اليقين بعد تصريحات ترامب حول الطعن القضائي على الرسوم الجمركية، وهو ما رفع جاذبية الذهب كأصل تحوطي.

تواصل عوامل مثل ارتفاع العجز المالي الأمريكي، التضخم المتنامي، وتراجع الثقة في البنوك المركزية العالمية دعم الذهب، رغم مكاسب الدولار الأخير بعد تراجع الجنيه الإسترليني والين الياباني.

وخلال الأيام الستة الماضية فقط، ارتفع الذهب بنسبة خمسة بالمئة، مدعومًا بالمخاوف المتعلقة بتوجهات الاحتياطي الفيدرالي عقب محاولة ترامب إقالة ليزا كوك. وارتفع المعدن الأصفر منذ بداية العام بأكثر من ثلاثين بالمئة، في أداء استثنائي نتيجة فقدان الدولار بعض جاذبيته مع تنامي التدخل السياسي في المؤسسات الأمريكية.

أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي أن البنوك المركزية أضافت عشرة أطنان من الذهب إلى احتياطياتها خلال يوليو 2025، وهو وتيرة أبطأ من الأشهر السابقة لكنها تعكس استمرار الشراء الصافي.

برزت مشتريات كازاخستان بإضافة ثلاثة أطنان ليصل إجمالي مشترياتها منذ بداية العام إلى خمسة وعشرين طنا

أضافت تركيا والصين والتشيك كل منها طنَين، مع استمرار تركيا في الشراء للشهر السادس والعشرين على التوالي والتشيك للشهر التاسع والعشرين، بينما واصل بنك الشعب الصيني الشراء للشهر التاسع على التوالي بإجمالي ستة وثلاثين طنًا. احتلت بولندا الصدارة بمشتريات بلغت سبعة وستين طنا منذ بداية 2025 رغم استقرار احتياطياتها منذ مايو الماضي، فيما أعلنت أوغندا عن إطلاق برنامج تجريبي لشراء الذهب محليًا من الحرفيين لتعزيز الاحتياطيات وتقليل الاعتماد على الأصول الأجنبية.

تترقب الأسواق خلال الأيام المقبلة بيانات محورية قد تحدد مسار الذهب والدولار، من بينها بيانات الوظائف الشاغرة، وتقرير ADP للتوظيف في القطاع الخاص، وطلبات إعانة البطالة، ومؤشر مديري المشتريات الخدمي، وصولا إلى تقرير الوظائف غير الزراعية الذي يحظى بمتابعة دقيقة كونه مؤثرا رئيسيا في قرارات الفيدرالي المقبلة