رئيس نادي الصيادلة: المتحف الكبير يربط التراث العلمي بالحاضر
المتحف المصري الكبير يجسد عبقرية المصري القديم ويجدد ارتباط التراث العلمي بالحاضر
أكد الدكتور محمد عصمت، رئيس نادي صيادلة مصر وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصيادلة العرب، أن العالم يقف اليوم أمام حدث استثنائي مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير عند أقدام الأهرامات، واصفًا إياه بأنه أعظم مشروع ثقافي في القرن الحادي والعشرين، وأيقونة حضارية تُبهر العالم وتُعيد تقديم مصر كمنارة للعلم والإنسانية.
وأوضح أن المتحف، الذي يمتد على مساحة تتجاوز نصف مليون متر مربع ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، ليس مجرد صرح أثري، بل مدينة متكاملة للهوية المصرية، تربط الماضي بالحاضر والمستقبل، وتكشف للعالم كيف جمع المصري القديم بين جمال الإبداع ودقة العلم، في مقدمتها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة في مكان واحد.
وأضاف الدكتور عصمت أن مصر كانت وستظل مهد الطب والصيدلة منذ فجر التاريخ، حيث مارس المصريون الطب في المعابد و«بيوت الحياة» كعلم مقدس، وابتكروا العقاقير وسجلوا الوصفات العلاجية على أوراق البردي بدقة علمية مذهلة، مشيرًا إلى أن بردية إيبرس تعد أقدم وثيقة طبية وصيدلانية في التاريخ الإنساني، إذ تضم أكثر من 700 وصفة علاجية اعتمدت على الأعشاب والزيوت والمعادن والعسل.
ولفت إلى أن الكهنة والأطباء المصريين القدماء، الذين عُرفوا باسم «سونو»، كانوا يمارسون دورًا يشبه الصيدلي الحديث، من حيث تحضير الأدوية ومتابعة الجرعات وحماية المرضى، ما يعكس عمق الوعي العلمي في مصر القديمة.
وأكد أن العقل المصري الذي درس النباتات الطبية قبل آلاف السنين، هو ذاته الذي يقود اليوم صناعات الدواء الحديثة ويبتكر حلولًا علاجية متطورة، مشيرًا إلى أن العبقرية المصرية تكمن في تحويل التاريخ إلى طاقة حضارية تدفع مسيرة التقدم والابتكار العلمي.
ودعا الدكتور عصمت إلى إنشاء جناح علمي دائم داخل المتحف تحت عنوان "الدواء في مصر القديمة"، بالتعاون بين وزارة السياحة والآثار وهيئة الدواء المصرية ونادي الصيادلة، ليجسد التواصل بين التراث العلمي الفرعوني والتطور الحديث في علوم الطب والصيدلة.
وختم رئيس نادي الصيادلة تصريحه مؤكدًا أن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل قفزة استراتيجية في مجالات السياحة والثقافة والاقتصاد، وسيجذب ملايين الزوار ويعزز من مكانة مصر كـ عاصمة للتراث الإنساني ومركز إشعاع حضاري وعلمي، مشيرًا إلى أن هذا الصرح لا يُجسّد الماضي فحسب، بل يُعيد تقديمه بروح معاصرة تُذكر العالم بأن من كتب أول وصفة طبية وصنع أول دواء كان مصريًا، وأن مصر اليوم تواصل رسالتها الحضارية في تعليم العالم الطب والعلم والإنسانية.












