إطلاق كتاب «الرحم الاصطناعي.. عالم ما بعد التكاثر البشري» للدكتور جمال السويدي
شهدت العاصمة أبوظبي حفل تدشين كتاب جديد للدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، بعنوان: «الرحم الاصطناعي.. عالم ما بعد التكاثر البشري»، بحضور شخصيات رفيعة المستوى من بينها الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، وعمر حبتور الدرعي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، إلى جانب نخبة من المفكرين والمثقفين الذين أثنوا على فكرة الكتاب وأهميته المستقبلية.
افتتح الحفل محمد تقي بتقديم المؤلف وكتابه، مشيرًا إلى أن العمل يتناول قضية غير مسبوقة في الفكر العربي ترتبط مباشرة بمستقبل البشرية، مؤكداً أن السويدي من أوائل الباحثين الإماراتيين الذين طرقوا هذا المجال العلمي المعقد، واضعين نصب أعينهم ما يحمله من فرص وتحديات.
وألقى مراد عبد الله البلوشي كلمة المؤلف نيابة عنه، أوضح فيها أن الكتاب يستعرض تطور تقنية الرحم الاصطناعي ويثير نقاشات حول انعكاساتها الأخلاقية والقانونية والدينية، فضلاً عن تأثيراتها الثقافية والاجتماعية، مقدماً مقترحات عملية لتوظيفها بشكل آمن.
في جلسة النقاش، التي أدارها الإعلامي راشد العريمي، أشاد الحضور بمسيرة السويدي البحثية، فيما هنأت الدكتورة فاطمة الكعبي المدير العام لمؤسسة الإمارات للدواء المؤلف على إصداره الجديد، مؤكدة أن التقنية تمثل ثورة طبية واعدة في مجالات علاج العقم، الحد من الولادات المبكرة، تقليل حالات الإجهاض، وإنقاذ حياة النساء، إلى جانب مساهمتها في مواجهة التحديات الديموغرافية لبعض الدول.
أما الدكتور محمد بن هويدن، عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الإمارات، فحذر من الاستخدام غير المنضبط للتقنية، مشيراً إلى مخاطر توظيفها في مجالات خطيرة مثل إنتاج جنود معدلين جينيًا أو الاتجار بالبشر، ما يهدد بخلل ديموغرافي ويعيد تعريف مفاهيم الأسرة والنسب والميراث.
كما تناول الدكتور رضوان السيد، عميد كلية الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، البعد الديني والأخلاقي للموضوع، مؤكداً أن الآراء الفقهية متباينة بين رافض للتقنية ومؤيد مشروط بتحقيق منفعة إنسانية، مشدداً على أن هذه التحولات تفرض مراجعة عميقة للقيم الاجتماعية والدينية بما يضمن الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا.
بهذا الإصدار، يفتح الدكتور جمال السويدي باباً واسعاً للنقاش حول مستقبل البشرية في ظل التطورات العلمية المتسارعة، مطلقاً دعوة للتفكير في الأبعاد الأخلاقية والقانونية التي قد تعيد صياغة مفاهيم الحياة والإنسان.
