اتحاد الشركات مستقبل صناعة التأمين يقوم على شراكة متكاملة بين الذكاء الاصطناعي والخبرة البشرية

مستقبل الوظائف في عصر الذكاء الاصطناعي.. بين التحديات والفرص

في ظل التسارع التكنولوجي غير المسبوق، يفرض الذكاء الاصطناعي نفسه لاعبًا رئيسيًا يعيد رسم ملامح سوق العمل العالمي، محدثًا تحولًا جذريًا في الصناعات، ومثيرًا تساؤلات جوهرية: هل نحن أمام موجة بطالة واسعة النطاق، أم على أعتاب طفرة من الوظائف الجديدة التي تتطلب مهارات مختلفة؟

بحسب اتحاد شركات التأمين المصرية، لم يعد الذكاء الاصطناعي فكرة مستقبلية، بل واقعًا حاضرًا يطال كل القطاعات، بدءًا من الطب والتعليم والصناعة، وصولًا إلى الأمن السيبراني والخدمات المالية. ومع قدرته على أتمتة المهام الروتينية، يهدد وجود وظائف تقليدية مثل إدخال البيانات وخدمة العملاء الروتينية، لكنه في الوقت ذاته يخلق مجالات عمل جديدة مثل تحليل البيانات الضخمة، وهندسة الروبوتات، وتطوير النماذج الذكية.

سوق العمل.. إعادة تشكيل لا إلغاء

تتوقع تقارير صندوق النقد الدولي والمنتدى الاقتصادي العالمي أن تؤثر تقنيات الذكاء الاصطناعي على ما يصل إلى 60% من الوظائف في الاقتصادات المتقدمة، مع موازنة بين الوظائف المفقودة والمستحدثة، فيما تشير تقديرات جولدمان ساكس إلى إمكانية استبدال ما يصل إلى 300 مليون وظيفة بدوام كامل، يقابلها تحسين في الإنتاجية وابتكار وظائف جديدة.

لكن التغير الأكبر لن يكون في أعداد الوظائف بقدر ما سيكون في طبيعتها، حيث ستندمج المهام البشرية والإبداعية مع القدرات التحليلية للأنظمة الذكية، ما يستلزم من العاملين تطوير مهاراتهم التقنية والشخصية على حد سواء، مثل التفكير النقدي، والإبداع، والتكيف مع التغيرات المستمرة.

الذكاء الاصطناعي وصناعة التأمين

في قطاع التأمين، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من عمليات الاكتتاب، وإدارة المطالبات، والكشف عن الاحتيال، وتخصيص المنتجات وفق احتياجات العملاء.

في الاكتتاب، تحلل الخوارزميات الضخمة البيانات لتحديد المخاطر بدقة أعلى.

في المطالبات، تختصر الأتمتة زمن المعالجة وتحد من الأخطاء، مع قدرة على كشف الأنماط الاحتيالية بسرعة.

في التخصيص، تقدم الشركات وثائق تأمين مرنة تعتمد على بيانات نمط الحياة والسلوك الفعلي للعملاء.

توازن بين التقنية والإنسان

يرى اتحاد شركات التأمين أن مستقبل الصناعة يقوم على شراكة متكاملة بين الذكاء الاصطناعي والخبرة البشرية، فالعامل البشري يظل حجر الأساس في بناء الثقة وفهم السياقات المعقدة. ويؤكد الاتحاد على ضرورة الاستثمار في تدريب الكوادر وصقل مهاراتها الرقمية، مع تبني استراتيجيات تحول رقمي عادلة تضمن دمج الموظفين في بيئة العمل المستقبلية بدلًا من إقصائهم.

فالذكاء الاصطناعي ليس نهاية الوظائف، بل بداية لمرحلة جديدة من التطور والابتكار، حيث تتقاطع كفاءة الآلة مع بصمة الإنسان، لصناعة م

ستقبل أكثر ذكاءً واستدامة.